الاستسلام لبعض العيوب التي لا سبيل إلى التغلب عليها أخف بكثير من الحرب الخاسرة التي نعلنها فيضحك منها الناس. نعمة كبرى… أن نقضي أعمارنا عائشين في المجهول فكثير منا لو علم… لندم على أنه علم، وأسدلت الستار على النهاية الغامضة ثم نسيتها نوعاً ما… لكن المصباح والصورة الكبيرة كانا يذكراني بها كل مساء ويحملاني على أن استعيد القصة التي بدأت من قبو السلم وانتهت بزيارة في الصيف.
وبقيت كذلك حتى رأيت ذات صباح، وأنا في طريقي إلى المدرسة لاصق الإعلانات يغطي صورة “القبلة” بصورة لرجل شريد… عملاق ضخم يحمل عصاً وحقيبة ويضرب سائر في الأرض جائعاً نصف عريان. فهمست وأنا أنقل حقيبة الكتب الثقيلة من يد إلى يد: آه… كل يوم يخرج من حسابنا إلى الأبد والماضي لا يعود.