رغم أن الإمام الغزالي في تطويره الفكري قد بدأ فيلسوفاً، ثم هجر منهج الفلاسفة ليسير في ركب المتكلمين ليتركه إلى ركب التصرف، فإنه لم يتنكر للعقل في أية مرحلة من هذه المراحل، بل ظل ينظر إليه بإكبار وتقدير ورآه أرف ما خلق الله، وبه صار الإنسان خليفة الله في الأرض.
وعلى الرغم من أن علم المنطق لم يلق قبولاً عند بعض الفقهاء فناصبوه العداء، وصل بهم إلى حد التحريم وقالوا: ( من منطق تزندق) إلا أن الإمام الغزالي يعد من أكبر المفكرين المسلمين إيماناً بفائدة المنطق في مجال الدراسات الفقهية، وكان أكثرهم توفيقاً في تطبيق مبادئ القياس المنطقي في الأمور الفقهية.
ويستعرض المؤلف للفكر المنطقي عند الإمام الغزالي في بعض مؤلفاته” معيار العلم، مقاصد الفلاسفة، محك النظر” مع التركيز على كتاب ( القسطاس المستقيم) فيبدأ بدفاع الإمام الغزالي عن الفلسفة والمنطق ثم يتعرض للمنطق بأسمائه …