يُعَد مشروع «التراث والتجديد» الذي دشَّنه المفكر «حسن حنفي» في سِفره الضخم «من العقيدة إلى الثورة» بأجزائه الخمسة، والذي سعى من خلاله إلى تشييد علم كلام جديد، من أجرأ المشروعات الفكرية التي شهدَتها الساحة الفكرية العربية المعاصرة، وأكثرها نزوعًا نحو الالتحام بالواقع؛ ولذا، فقد قامت الدكتورة «يمنى طريف» في هذا الكتاب بتقديم مقاربة تحليلية ونقدية لمعالم المنهج والمنهجية في هذا المشروع. وتترسم معالم تلك الرحلة المنهجية في أن المرتكَز المنهجي للمشروع هو الوحي القرآني كفِعل توحيدٍ فذٍّ مثَّل نقطة تحوُّل متفردة، تجعل العلاقة مع الوحي محور التقابل بين الأنا والآخر الغربي. ويعتمد المشروع على فينومينولوجيا التفاعل بين الوحي والواقع، ليصل إلى هدف استراتيجي هو أنسَنة علم الكلام الجديد. ولبلوغ هذا الهدف تتآزر عدة مناهج؛ المسار الفينومينولوجي، والمنهج الجدلي مصحوبًا بقيم اليسار، والاستفادة القصوى من مناهج التأويل الخصيبة الكامنة في هيرمنيوطيقا النصوص.