كل حرف كتبته في هذا الكتاب هو الصدق بعينه. لم أزوِّق شيئًا ولم أزيِّف أي شيء.. ربما أخفيتُ أشياء، ولم يحن الوقت للكشف عنها بعد.. وتعمَّدت ألا أنشر الغسيل القذر؛ حتى لا أضرب فكرة العُروبة نفسها في الصميم، لعل أملًا يكون هناك فيما هو قادم من الأجيال والأعوام والقرون.
وإنني أشعر الآن بأنني طردت البخار الذي كان محبوسًا في صدري، وبأنني انتقمت بما فيه الكفاية لسنوات الذل ومحاولات التقزيم؛ ولكن لأنه لا يصح إلا الصحيح؛ فالكاتب هو الذي ينتصر أخيرًا؛ حتى ولو قتلوه بالرصاص؛ لأن الكلمة الصادقة هي التي تمكث في الأرض، أما شغل القرود وكلمات الرطانة من نوع المنجوري والحنجوري والمتدفق نحو الشفق الأعلى في سبيل الشعور بحالة الخصوصية، من أجل الشبحور والمشكور في المنحور، فهذه كلها مجرد أكاذيب وأضاليل، لا بد أن تذهب جفاء كغثاء السيل