ولد برأس زجاجي من أثر برقة ضربت خصر أمه ليلة الولادة، كان جميلاً وبراقاً، الجميع أحبه، كان منهم يحضر قطعة قماش ويمسح الغبار عنه ، ومنهم فتن به فاعتبره المخلص من البارود والحديد الذي يحكم المدينة، ومنه قال: هذا الإله فصار يبتسم بوجه حين يمركأنه يطلب البركة لأولاده ولزوجته الجديدة، الأطفال كان يرسموه بدون رأس في دفاتر الكشكول والنساء تعشقه فلأجله تحمر حبتاي الرمال المعلقتين على صدورهن لا ضوء ولا بهجة إلا بحضوره، لكن هذا الغبي الذي أراد أن يتأكد بأن رأسه من زجاج كان يحمل مطرقة ويدور حلف في الشوارع، وجرب غبائه في لحظة غفلة، فتكسر وصار بلورات منتشرة تحت أقدام المارة، وفقدت لمعتها.