لا توجد بلد أو قرية في القطر المصري أغرب من تلك التي تقع على أطراف محافظة الجيزة. لا تجهد نفسك في محاولة الوصول إلى معلومات عنها فهي بلدة خارج السجلات الحكومية،خارج كل النواميس والمعارف. بر الضيف قرية اتفق الجميع على نسيانها.. حتى أهلها لو اضطرتك الظروف أن تذهب لبر الضيف ستجد أن الوصول إليها ليس سهلًا على الإطلاق. فبالرغم أنها تقع على أحد أفرع النيل مباشرة، لكنها تختفي خلف غابة من الأشجار العملاقة التي لا توحي بوجود قرية بأكملها خلفها حتى لو نجحت بطريقة ما للوصول إليها فستجد أنها لا ترحب بالغرباء. لا يتسم أهل بر الضيف بالكرم و(الجدعنة) التي تشتهر بها المناطق الريفية. حتى أنهم خصصوا ساحة في منتصف المسافة التي تفصل بيوتهم عن الطريق العمومي لعمليات البيع والشراء. ساحة مربعة لا تتعدى الخمسين مترًا محاطة بسور من السلك الشائك والأشجار لمنع أي شخص من التجول بحرية في حدائق المانجو المحيطة. تتراص بها الأعشاش التي تخدم كمحال وفي منتصفها حلقة من الباعة غير الودودين يفترشون الأرض كان هذا سلوك سكان القرية منذ قديم الأزل لكنهم ازدادوا عزلة بعد الواقعة الشهيرة التي حدثت فيها منذ أكثر من ربع قرن. كان هذا من أسباب انعدام شعبية بر الضيف، ولذلك لم يكن يقصدها التجار إلا نادرًًا وبأعداد قليلة للغاية.
لكن بر الضيف ما زالت قائمة رغم القصص المخيفة، رغم العزلة الذاتية، رغم أنف الجميع.