“بعد ان يموت الملك“
آخر الخطوات التي قدمها صلاح عبد الصبور في رحلته الدرامية , كتبها عام 1947 , و قدم فيها تجميعا للكثير من الخطوط الدرامية التي نثرها في مسرحياته السابقة, طارحا سؤال اللا وعي الذي ربما يكون اكثر قربا من الوعي حقيقياكان او زائفا في حالة تماسه مع الواقع المعيش.
في إطار فلسفي راق يعرض علينا الشاعر الكبير واقعنا مع لمحة من الماضى و إطلالة علي المستقبل
ملك يحكم بقوة السيف و الملكة اسيره عنده لا تحلم بمستقبل لأنه لم يستطع أن يهبها طفلا
لا يلبث الملك أن يموت و تحاول الملكة – التي نتبين انها مصر – أن يكون لها طفلا فيتنكر لها القاضي و الجلاد و المؤرخ و يستجيب لها الشاعر و لا يخفي علينا دلالة الرموز بالطبع
عند ذلك يحاول الماضي انتزاع الملكة من مستقبلها أو علي الأقل احتكاره فيصيغ لنا الشاعر ثلاث نهايات تاركا لنا اختيار المستقبل الذي يروق لنا
أما البكاء أمام الأقدار و طلب العفو و الغفران بلا جدوي
و أما الإنتظار حتي يستطيع المستقبل أن يقوم فلا يجد إلا قصرا مهدما يرفرف عليه الحزن و يخيم فيه الموت ليكون هو قصر الحكم
و أما مواجهة الواقع و صناعة المستقبل الذي نريده
حقا هو ما أبصر الشاعر و ما أرانا إلا أسأنا الإختيار و نسعى بقوة نحو الحل الثانى الذي سندفع تكلفته من دماء أبناء مصر جميعا