يتحرك العلم الآن نحو ما يسمى بالتحول النماذجي، حيث يتزايد الشك في المفاهيم والنظريات والعلوم التي كانت راسخة فيما مضى إبان ما سمي بمرحلة الحداثة، تلك المرحلة التي اتسمت بسيادة النموذج التطوري التخطي الحتمي، وانتشار مفاهيم التقدم والتنمية والريادة، وغيرها من مفاهيم تطرح الزيادة الكمية والعلوم الطبيعية بوصفها النموذج المحتذى.
لم تعد تلك النظريات الراسخة تمثل قناعات حقيقية لدى العديد من الباحثين، لقد انهارت المنظومات المفاهيمية التابعة لهذه النظريات، ازداد الشك فيما دعى قبلا بالعلم والمنهج العلمي وفي يقينيته وفي حتميته.
ويقدم هذا الكتاب رؤية مفاهيمية جديدة، تبلورت من خلال رحلة طويلة استمرت أكثر من سنتين، رحلة تخللتها مناقشات وأبحاث وخلافات ونكسات ومقالات مستمرة بين أفراد مجموعة المفاهيم. تنطلق هذه الرؤية من أرضية معرفية إسلامية تجعل التوحيد نبراسها…