تاريخ الإسلام الثقافي والسياسي، مسار الإسلام بعد الرسول ص ونشأة المذاهب
هذا الكتاب يمثل محاولة كنقد ولإعادة قراءة التاريخ الإسلامي وذلك من خلال سحب المرجعية والأصالة من المراحل التاريخية ورجال التاريخ كافّة، ووضعتها في محلّها الصحيح؛ في الكتاب الكريم والسنّة المطهرة، من قول النبي صلى الله عليه وسلم وتقريراته وسيرته العملية، وكلّ ما وراء هذين المصدرين من مراحل التاريخ ورجاله، فهو موزون بهما، معروض عليهما، محكوم عليه بأحكامهما، ولا يصحّ مجال اعتباره في نفسه مرجعاً تُرجع إليه القضايا التاريخية المتنازع فيها، أو أصلاً تقاس إليه. ولعل هذا الأصل المنهجي الأخير هو أهم ما يميز هذه الدراسة عن غيرها من محاولات الإسلاميين السابقة على طريق التصحيح وإعادة كتابة التاريخ الإسلامي.
ورأى المؤلف اقتصار هذا الكتاب على المرحلة الحاسمة والأكثر حساسية في تاريخ الإسلام والمسلمين، والتي تبتدئ بوفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وتنتهي بظهور الفرق والمذاهب الرئيسية وتمايزها… وذلك لأن هذه المرحلة هي أصل النزاعات وأم الخلافات الواقعة بين المسلمين وإليها يرجع كل ما تدّعيه الفرق الإسلامية على تعدّدها.