كان أبو العلاء فذًّا بين أدباء العرب وشعرائهم وكتّابهم، ولم يجتمع لأحد من الذين سبقوه أو جاءوا بعده مثل ما اجتمع له من إتقان العلم وسعة المعرفة وعمقها إلى أقصى غايات السعة والعمق.
ومن أجل هذا كله اختلط أمره على كثير من الناس، فاتهمه قوم بالكفر ورفعه قوم إلى منازل الصدّيقين. ذلك أنّ بعض الناس رأوا في آثاره فلسفة حرة صريحة وخروجًا على ما ألف المتحفّظون في الدين من الاقتصاد في القول والعمل. ورأى قوم آخرون وعظه الرائع الذي ينفذ إلى القلوب فيؤثر فيها أبلغ الأثر وأقواه فجعلوه من أولياء الله الصالحين.
وستعرف في هذا الجزء حين تقرؤه صورًا جليّة لآراء أولئك وهؤلاء في أبي العلاء.