ألف الغزالي كتاب “تهافت الفلاسفة” عندما كان معلماً بالمدرسة النظامية ببغداد سنة ١٠٩٥م رداً على الفلسفة، حيث اتبع فيه الدفاع عن المذهب الأشعري والهجوم على الفلاسفة القدماء وتابعيهم، متبعاً أسلوب “فإن قلتم قلنا” وهو أسلوب يقوم على مجادلة الخصوم، مبيناً تهافت عقيدتهم، وتناقض كلمتهم.
يشتمل الكتاب على عشرين مسألة لخّص فيها الغزالي مآخذه على الفلاسفة، كما وضح الكتاب أن هناك اختلاف كبير بين وجهة نظر الغزالي وابن رشد، من خلال رد ابن رشد على الغزالي بكتاب “تهافت التهافت”،
الغرض الذي ابتغاه الغزالي من تأليفه لهذا الكتاب لم يكن سوى التنبيه إلى أوجه تناقض الفلاسفة في العلوم الإلهية “وما يتعلق النزاع فيه بأصل من أصول الدين كالقول في حدوث العالم وصفات الصانع وبيان حشر الأبدان” فقد أنكر الفلاسفة هذه الأصول، مما دعا الغزالي إلى الاعتراض عليهم دون أن يدخل طرفاً للانتصار لمذهب دون الآخر وإنما عمد إلى تكدير مذهبهم ورفض وجوه أدلتهم بما يبين تهافتهم. ويحدد الغزالي تناقضات الفلاسفة في علومهم الإلهية والطبيعة في عشرين مسألة تتمحور جميعها حول ثلاثة مواضيع رئيسية هي: الله، العالم، والنفس