حصار الزمن : الحاضر (مفكرون) : الجزء الثاني:
«إن قراءة الفكر العربي لِذاته هي في نفس الوقت تجديدٌ له، ربطًا للماضي بالحاضر، والحاضر بالماضي، بعدَ ما يقرب من قرنٍ من الزمان، فقد تَغيَّرت الظروف منذ فجر النهضة العربية الإسلامية الأولى في القرن الماضي.»
في هذا الجزء يُعيد الدكتور «حسن حنفي» قراءةَ إرثِ المفكِّرين العرب بكل اتجاهاتهم، بما تقتضيه لحظةُ حصارِ الزمن الراهنة للأمة العربية والإسلامية؛ فقد وجد فيه بوصلةً للحاضر الذي يُشكِّل الجزءَ الأكبر من الأزمة، واعتبره في الوقت نفسه نقطةَ انطلاقٍ تجديديةً للفكر وإعادة إحيائه بما يُناسِب العصرَ وظروفه. وباتجاهات الفكر الثلاثة؛ الإسلامية والليبرالية والعلمية، ينطلق نحوَ رصد مُخرَجات هذه الاتجاهات الفكرية، باحثًا فيها عن أَوجُه التطابُق التي كانت ستوجد لو كُتِبت في لحظتنا التي نعيشها، فمن «الكواكبي» و«مالك بن نبي» و«عباس العقاد» و«حامد ربيع» و«باقر الصدر»، إلى «بديع الكسم» و«محمد عابد الجابري» و«علي أومايل»، إلى «شبلي شميل» و«فرح أنطون».
أرَّقَت أزماتُ الوطن العربي عقلَ المفكِّر «حسن حنفي»، فشغلت وقتَه وملأت ذهنَه حتى جعل تفكيكَها وتحليلَها مشروعًا لا ينتهي. وتأتي سلسلة «حصار الزمن» تعبيرًا منه عن الموقف الحضاري الذي تعيشه الثقافة العربية، وانحسارها بين ماضٍ مقطوع، وحاضرٍ قد ركب قطارَ الزمن السريع، ومستقبلٍ لا تملك فيه من أمرها شيئًا.