زار العالم ليس زيارة شكلية ظاهرية بل إنه سزارها زيارة السائح الباحث عن التشارك مع الانسان بما يفكر فيه ,, زيارة الباحث عن المشترك بين البشرية مهما اختلفت أرضها و ناسها و بشرها ,, كان يسير في الأرض و يتحدث مع العقلاء و العظماء الذين يقيدون مجتمعهم بعقولهم و ضمائرهم و ليس بسيوفهم ,, هذه هي رحلة البحث عند غارودي
لم يؤمن بأولوية الغرب و ثقافته الامتلاكية إن صح التعبير التي تعتبر الغرب هو أصل الفكر بل كان يؤكد بإن ثقافة الغرب الاغريقية الرومانية هي مأخوذة من الشرق كله و يرى نموج ملحمة جلجامش الاقدم من الإلياذة بألف و خمسمائة سنة ,,, حتى أن افلاطون كان معجب بمصر و حضارتها و يميل لثقافتها ,, و قد ذكر الكثير من فلاسفة الشرق الذين سبقوا سقراط و أفلاطون أرسطو في فلسفتهم ,,
يقدح في فلاسفة الغرب بشكل كبير من سقراط و افلاطون و ارسطو ,, ينتقد الفردية عند الغرب و يراها من مرتكزات الأنا التي لابد أن لا تتحكم في العقول و البشر ,,
أظهر كثيراً من الارهاب الاسود الذي كان يمارسه الغرب و اوربا و مارسوه من عنصرية تجاه السود و الافارقة و الهنود ,, و قد ذكر شواهد كثيرة يندى لها جبين الانسانية ,, و حتى وصل دور حقوق الانسان و لكنهم استغلوه لمصلحتهم و جعل الاقوام الاخرى الفقيرة عامل لزيادة اقتصادهم ,,
يقول ما مضمونه ,, اتبعت حضارتنا الغربية في نموها من القرن السادس عشر حتى نهاية القرن العشرين توجيه موضوعات ثلاث :
موضوعة رجحان الفعل و العمل
تقديس العمل من جانب واحد ( مركزية العمل و الفعل في تحقيق انسانية الانسان ) حيث يقول فاوست و غوته ” انما يبدي الانسان عظمته حين يعمل عملاً دائباً موصولا “
موضوعة رجحان العقل : ( ان العقل قادر على حل جميع المشكلات و لا توجد مشكلات حقيقية الا تلك التي يستطيع العلم أن يحلها و هذه هي السمة المميزة في المذهب العقلي .
و لا وجود للحب و لا الايمان و لا الشعر
الموضوع الثالث : احالة اللانهائي الى الحكم ( الفاوستية ) هي موضوعة بالرجوع الى عبارة هيجل ( اللانهائي السيء أعني اللانهائي الكمي . الاعتقاد بامكان اللانهائي في النمو ,, و ان نعرف النمو نمواً كمياً صرفاً في الانتاج و الاستهلاك .
( زيادة الربح أم تنمية الانسان ؟ لابد من الاختيار ,و إن الاقطار المسماة ( متطورة ) تعارض اليوم الاقطار المسماة ( متخلفة ) و التي يطلقون عليها رياءً اسم ( البلدان النامية ) في حين أننا كلنا نعلم أن الهوة بين هاتين الفئتين لا تكف , على العكس , عن الاتساع .