منذ لحظات اللقاء الأولى بين النبي صلى الله عليه وسلم، وبين مبعوث الله الأمين جبريل، وحتى لحظات توديعه للحياة الدنيا، كان يخطط ويبرمج ويتحرك بأصحابه وفق تصور واضح مرسوم، وعبر طريق طويل بدءا ببناء الإنسان المسلم بالعقيدة عبر المرحلة المكية كلها، وانتهاء ببناء الدولة الإسلامية بالتشريع عبر المرحلة المدنية، من أجل حماية الإسلام من التفكك والضياع، وتمكينه من مجابهة التحيات بمنحه المقومات الضرورية للبقاء والاستمرار. وإلا فإنه بدون هذه المقومات سوف ينكمش وينحصر، ويعجز عن أداء مهمته كاملة، ويكتفي بالجزئيات والتفاريق التي لا تؤثر في مجرى الوقائع والأحداث.