أكثر مايميز شعر درويش هو قناعته شبه الدائمة بضرورة التفعيلة الواحدة في كامل القصيدة. فتجد قصيدته ذات موسيقى واحدة تجبرك على الصمت… كانت دواوينه الأولى وهي هذه المجموعة التي صدرت عن دار العودة في مجلدين في السبعينات، والأن هنا في مجلد واحد
كانت ومازالت أجمل دواوين درويش التي تجدها تتراقص وتتقافز من الكلمات بموسيقاها العذبة، ومن الطبيعي أن يتناول القضية الفلسطينية وليس هذا موضع تقييم فتلك قضيتنا كلنا ناهيك عن كونه فلسطيني وكانت القضية الفلسطينية جزء من هويته. لهذا يعجبني في هذه المرحلة المستمرة من كل حياته (عناده) في القصيدة.
وضعوا على فمه السلاسل ربطوا يديه بصخرة الموتى ، و قالوا : أنت قاتل ! *** أخذوا طعامه و الملابس و البيارق ورموه في زنزانة الموتى ، وقالوا : أنت سارق ! طردوه من كل المرافيء أخذوا حبيبته الصغيرة ، ثم قالوا : أنت لاجيء ! *** يا دامي العينين و الكفين ! إن الليل زائل لا غرفة التوقيف باقية و لا زرد السلاسل ! نيرون مات ، ولم تمت روما … بعينيها تقاتل ! وحبوب سنبلة تجف ستملأ الوادي سنابل