“وأنت؟ هل تحب زوجتك؟ فاجأته بسؤالها: بالطبع. أمسك بمعصمها الهش وهو يستمع إلى نبضها وأكمل: زوجتي ملاك. ابتسمت السيدة: إذن لا تحبها. نظر لها في دهشة: معذرة؟ إذا كانت ملاكاً.. لا تستطيع أن تحبها.. كيف تحب ملاكاً؟ لا يفهم قصد السيدة.. تنهدت وأكملت: تحتاج إلى امرأة، امرأة وليس ملاكاً. لم يجب.. اقترب منها.. ضغط على عينيها وهو ينظر لها: هل يوجد ألم هنا في عينيك؟ ألم أقل لك يا علاء.. الألم في عقلي.. من الغباء.. أكره الغباء. كتب شيئاً ’خر.. وقال في رقة: كل سنة وأنت طيبة.. أراك بعد العيد إن شاء الله. لو كان لي عمر طبعاً. أحياناً أتمنى أن أموت حتى أرحم نفسي من حماقات البشر.. ولكن إذا مت لن أرى وجهك الجميل مثلاً ولن آكل مانجو.. هل يوجد مانجو في الجنة؟ حتى المانجو الآن مغشوشة.. كالرجال! قام.. فقالت في سخرية: سلم على الملاك يا دكتور!”
عاد علاء عبد الله الطبيب إلى وطنه الإسكندرية من أجل أن يستنشق رائحة البحر… وهناك يجد للبحر روائح مختلفة وأحياناً كريهة. أما زوجته رانيا فهي الشابة المصرية بكل براءتها وجرأتها وجنونها. يتفاقم الصراع داخل علاء وخارجه ويجد نفسه يتأرجح بين اشتياقه لبريطانيا وجيهان زميلته ورغبته الجامحة في مصر ورانيا زوجته.