فصول هذا الكتاب كانت -في الأصل- أحاديث دأب علي الطنطاوي على إذاعتها حيناً من إذاعة دمشق منذ نحو نصف قرن، كما قال في مقدمته للطبعة الجديدة من الكتاب: “كل ما في هذا الكتاب بقيةٌ من أحاديث كانت تُذاع لي من دمشق قبل أكثر من خمس وثلاثين سنة (أي من وقت كتابة هذه المقدمة في عام 1985)، استمرّت إذاعتها أعواماً، تعبت في إعدادها كثيراً، واستمتع بها واستفاد منها -من السامعين- كثير، بلغت ثلاثمئة حديث أو تزيد، ضاعت فيما ضاع مما كتبت، وأرجو ألاّ يضيع عند الله ثوابها إن كتب الله لي -بكرمه- الثواب عليها”
يقول الكاتب كنت إذا أردت الحديث عن رجل,قرأت كل ما تصل إليه يدى مما كتب عنه,وقيدت فى ورقة ما أختار من أخباره,وربما بلغ ما أقرؤه عنه عشرات أو مئات من الصفحات,ثم أعمد إلى خبر منها,فأجعله مدخلاً إليها,وأحاول ما استطعت أن أتبع فيها أسلوباً ينأى بى عن جفاف السرد التاريخى,ويخلص من تخيل الكاتب فى القصة الأدبية, لعلى أصل إلى الجمع بين صدق التاريخ وجمال الأدب,فأوفق حيناً,وبجانبى حينا التوفيق.