من مقدمة الكتاب :
السخرية موضوعنا والسخرية كما عرفها الدكتور شوقي ضيف هي أرقى أنواع الفكاهة ، لما تحتاج من ذكاء وخفاء ومكر ، وهى لذلك أداة دقيقة في أيدي الفلاسفة والكتاب الذين يهزأون بالعقائد والخرافات . ويستخدمها الساسة للنكاية بخصومهم وهى حينئذ تكون تهكمًا أو تقريعًا خالصًا . وقد تستخدم في رقة استخدامًا لاذعًا إذ يلمس صاحبها شخصًا لمسًا رقيقًا.
ولما كانت الكتابة الساخرة تسمح بنوع من الترخص اللغوي واللفظي ، لأنها موجهة لعامة الناس .. فهي لذلك قد تهوي بالكاتب الى مزيد من الترخص فيتحول الأمر الى ابتذال بحت ، وأثناء اعدادنا لهذا الكتاب واجهنا ما هو أشد من ذلك مما يصل الى درجة الانحطاط ، لذلك قمنا باستبعاد المقالات السوقية التي هي أقرب الى السباب ، وكذلك المقالات التي يعتمد أصحابها على التظرف المبالغ فيه .
ووضعنا نصب أعيننا شعارا هو : “السخرية ليست هزلا” ، وانطلقنا منه في جمع مقالات ذات جوهر ، تحوي مضمونا ليست مجرد عبث أجوف هدفه الضحك وفقط .. فالكتابة الساخرة من وجهة نظرنا لا بد أن تحترم عقل القارئ فوق كونها تطرح قضية ..