(( صياد النسيم )) ليس مجرد عنوان لقصة من القصص الست عشرة في هذا الكتاب، بل هو إشارة إلى روح الكتابة التي تستخرج من هجير الواقع نسائم سحرية خافية، مواسية بعذوبتها، وناقدة برفيفها، يبرع في استخراجها من مكامنها – بدأب المعرفة وحساسية الفن – الدكتور محمد المخزنجي، أحد أهم فرسان القصة العربية الحديثة منذ ظهور كتابه الأول (( الآتي )) وحتى الآن، فهو لا يزال يكتشف لهذا الفن آفاقا غير مطروقة، يرتادها بابتكارات نشطة وجرأة لا تفتر، وروح حلوة بأقصى المستطاع، في مواجهة البلادة والقسوة.