يظن بعض الناس أن أصحاب الشريعة وأبناء الملة أمثال مؤلف هذا الكتاب لا يعرفون الحب، ولا يقدرونه حق قدره، ولا يدرون ما هو، والحقيقة أن هذا وهم وجهل، بل الحب العام أنشودة عذبة في أفواه الصادقين، وقصيدة جميلة في ديوان المحبين، لكنه حب شريف عفيف، كتبه الصالحون بدموعهم، وسطره الأبرار بدمائهم، فأصبحت أسماؤهم في سجل الخلود ومعالم للفداء والتضحية والبسالة. وقصد الدكتور “عائض القرني” من هذه الرسالة الوقوف مع القارئ على جوانب مشرفة، وأطلال موحشة في مسيرة الحب الطويلة التي بدأ الإنسان في حياة الكبد والكند، ليسمو إلى حياة الجمال والجلال والكمال، وسوف يمر بك ذكرٌ لضحايا الحب وقتلاه، وستعرف المقصود مما أراد إذا قرأت، وتعلم ما نوى إذا طالعت.
“الحب حرفان حاء بعدها باء تذوب عند معانيها الأحباء كلمة حب كلمة عامرة لها أنداء وأفياء وظلال وأبعاد وهي كلمة مؤنسة مشجية منعشة مشوقة ، بل هي معجبة مطربة مغربة لكنها ذات شائعة غير أنها خفيفة لطيفة شريفة لأنها باسمة مبهجة مشرقة عليها طلاوة ولها حلاوة”.