الرواية التى أقرب ما تكون إلى متوالية قصصية عبارة عن إجترار لذكريات قديمة قريبة إلى القلب لها عطر مميز .. عطر قديم .. مخلوطة بحزن دفين من وجهة نظر الكاتب أشد من نكسة 67 ألا وهي كامب ديفيد و زيارة السادات للكنيست و مقابلته للوجوه الكئيبة . ذكريات عن إنتفاضة الجوع أو كما أطلق عليها السادات إنتفاضة الحرامية . عن أصدقاءه القدامى و أسرته و أبيه و ماضيه . و لكن يعيبها أحياناً الخلط ما بين الماضى و الحاضر
بدأت الحياة تنسحب من المشهد تدريجيًا، ويحل محلها تلك الأشياء الصناعية والضرورات التي يفرضها الواقع الاقتصادي الجديد، فالرواية تتناول حال أسرةٍ تعيش في “السبعينيات” وبداية ما سمي “بالانفتاح الاقتصادي” ومعاهدة السلام مع إسرائيل، تلك المفاجأة التي قصمت الروح -فيما يبد- فلم يعد للحياة مكان، وغدت كل المظاهر محض أشباحٍ ماضية، وروائح قديمة يحاول البطل/الكاتب استرجاعها من خلال “الوجوه القديمة” التي تكون المفاجأة على مدار النص بأنها وجوه غائبة تتم استعادتها ومعايشتها من خلال الذاكرة فقط!