«قد أنجزَت (يا عفيفة) الأيامُ تلك المواعيد، وقلَّدني الله من خزائن السرور بالمقاليد، واستقبلَتني ثغورُ اللذَّات بَواسِم، وجعلَت أوقاتي أعيادًا ومواسم، فعليَّ أن أُقِيمَ سوقَ الطرب، وأجعلَ قُربَكِ بعد الفِراق غاية الأَرَب، وأجتليَ وجوهَ الأفراح المتتابِعة، وأجتنيَ من الوصل ثِمارَه اليانعة، وأتمتَّعَ من حديثكِ بكل مطلوب، إلى أن تَأذَن شمسُ حياتي بالغروب.»
يقدِّم لنا الشيخ «أحمد أبو خليل القباني» المسرحيةَ التاريخية «عفيفة» ذات الفصول الخمسة، في قالبٍ أدبي تَلْحيني، ويُمتعنا بنَص شِعري أخلاقي من زمن الفُرسان العرب وحكايات الحروب والحب والشِّعر. تدور أحداث المسرحية حول الجارية «عفيفة» التي يَعتِقها الأمير «علي» ويتزوَّجها، ثم يَغيب عنها في المعارك، وتَتعرَّض لإغراءاتٍ لكي تخونه مع الأمير «سليم»، فهل تخضع «عفيفة» لكلماتِ العشق وأبيات الغرام، أم تتمسَّك بحبيبها الغائب وبالتقاليد والقِيَم؟ وكيف ستخرج من تلك الأزمة التي تمسُّ الشرفَ في مجتمعٍ أغلى ما عنده هو سُمعة النساء؟ ذلك ما يجده القارئ في فصول المسرحية التي صِيغَت في إطارٍ خيالي مليء بالأغاني والأشعار والنَّثر التَّلْحيني.