تألَّمُ الكثير من أبناء الأمة الإسلامية لما يحدث لأهلنا في فلسطين، واحتلال الأرض المباركة منذ عشرات السنين، ولكنْ يتحيَّر المسلمون في إخراج هذا الألم إلى الواقع في شكلِ عَمَلٍ مؤثِّر، يُغيِّر من الأوضاع، ويُصلح من الأمور، ويزيد من هذه الحيرة الاختلاف البيِّن الكبير بين العلماء والدعاة في طرح ما ينبغي على المسلمين من أدوار لنصرة هذه القضية المحورية في حياة أمتنا.
ولعلَّ هذا الاختلاف يرجع إلى أن كل عالِم أو داعية إنما يخاطب الناس جميعًا بلسانٍ واحدٍ، دون تفرقة بين ظروفهم وإمكانياتهم؛ فالذي يقدر عليه أحدهم لا يستطيعه آخر، وما هو من أولويات مجموعة قد يكون ثانويًّا بالنسبة لمجموعة أخرى.ومن هنا كان لازمًا أن تُقَسَّم الأمة إلى شرائح مختلفة، بحسب ظروفهم ومواهبهم، ويُشْرَحُ لكل فئة ما يمكن أن تقوم به من أعمال لخدمة ونصرة القضية الفلسطينية.
ولقد قام هذا الكتاب ” فلسطين.. واجبات الأمة” بهذه المهمة، فأفرز 1135 دورًا تستطيع الأمة أن تقوم بها! ولو كان البعض يستكثر هذا الرقم، فالحقيقة أنها مجرَّد أمثلة للأدوار الإيجابية التي يمكن أن يقوم بها المسلمون، ويبقى الحصر أمرًا مستحيلاً.