كعادته دائماً في مختاراته يرحل بنا الطيب صالح بين عوالمه الجذابة التي ألفها وشكلت جزءاً من تاريخ حياته. وهنا في رحاب الجنادرية وأصيلة، تمتزج الذكريات بالمواقف وبالرؤى والأفكار التي صاغتها عبقرية هذا الكاتب الذي تمكن من جمع كل الأشياء المتفرقة والمتنافرة أحياناً في كل منسجم.
وفي هذه المناسبات التي جمعته بعدد غفير من الأدباء والمفكري العرب والعالميين، كانت للكاتب خلالها بعض المواقف النقدية المتميزة للشعر والأدب العربي بشكل عام، أفصح من خلالها عن الهموم التي شتغل المفكرين العرب ودعا فيها إلى امتزاج الثقافات والأخذ بالحديث مع عدم النأي بالثقافة العربية عن مصادرها في التراث العربي.