صوت لهاثى يرتفع، انفجار من هنا وهناك، أعضاء بشرية تتطاير أمامي ورذاذ الدم منثور على وجهى، وأنا أركض وأركض، أنظر خلفي ثم أركض، نساء وفتيات يحاولن الهرب بأقصى سرعة، شباب يحملون الأطفال ويهرعون إلى الفرار أيضًا ثم يختفون داخل أحد المنازل، ليتفاجؤوا بوجود آكلي اللحوم بالداخل، ولا يلتفتوا إلى الخلف مطلقًا، صوت اللهاث يتسارع أكثر وأكثر، أنفاسى أصبحت كالنيران المتصاعدة داخل صدرى، فلا أحتمل المزيد، أود أن أرتكن إلى أحد الحوائط الملطخة بالدماء، وألتقط أنفاسى ثم أعاود الركض، صراخ من هنا وهناك، صراخ يحمل معاناة لا تنتهي لأحدهم، صراخ يطلب النجدة، أنظر خلفى، لأجدهم يطاردونى ويطاردون كل من تسول له نفسه بالفرار، أصوات الرجال تطالب بالشجاعة وسرعة الفرار.. يجب أن نهرب إلى… إلى لا شيء”.