وهكذا نشأ الصبي على نحو يتوافق تماما مع عالم الجاسوسية ، منذ أيام حداثته الأولى ، إذ كان عليه أن يتقمص دور الألماني الصرف ، في وجود والده ، فلا يتحدث أو يتخاطب إلا بالألمانية ، بل و لا يفكر إلا بأساليبها مما يسر والده و يسعده ، ثم يتحول فجأة بلغته و أفكاره ، إلى صبي بريطاني من الطراز الأول ، عندما يختلي بوالدته ، فيتحدثان الإنجليزية و يتضاحكان و يتبادلان الدعابات بها أو يطالعان معا رواية لأحد الأدباء البريطانيين.