تظل الحرية مطلبًا إنسانيًّا غاليًا يُبذل من أجله الجهد والمال والدم. يضيق الأحرار بالقيود ويستفزُّهم الاضطهاد والظلم فتنفجر ثورتهم ويلتف حولها الشعب، ويعتنقون بفلسفتها التي صاغها الحكماء من الأدباء والمفكرين والسياسيين أو من نسميهم بالنُّخبة. يحكي «سلامة موسى» في هذا الكتاب أسفارًا من تاريخ سعي الإنسان للعدل والحرية من خلال تتبع الثورات الكبرى منذ ثورة العبيد في روما قبل الميلاد مرورًا بالثورتين الفرنسية والروسية، ووصولًا لثورة يوليو المصرية، حيث كان لهذه الثورات فضل في إقرار الدساتير وإرساء مبادئ المساواة بين البشر وإعلان سيادة الشعوب واستقلالها. ويقدم موسى هنا تحليلًا سريعًا لأسباب نجاح وفشل الثورات، كما يشير إلى التغيرات التي تُحْدِثها في ثقافة واقتصاد المجتمعات.