بكلمة “كن” فيكون خُلِق الكون .. وبالكلمة الصحيحة تظهر حقيقة إيمان الإنسان من عدمه، قال ﷺ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»، فالكلمة الطيبة ترتبط تلقائيًا بإيمانك ومدى قوة اعتقادك بأن الله يراك ويسمعك، والكلمة الجارحة تظهر حاجتك لمراجعة استحضارك لقرب الله منك.
وقد قال العرب قديمًا: “لسانك مثل الأسد لو أمسكته حرسك، ولو أطلقته افترسك“، والواقع أثبت أن “الكلمة” لها بالغ التأثير في النفوس، وقد سجَّل لنا التاريخ كلامًا مُلهِمًا صنع أممًا وحضارات، كما ذكر لنا كلمات أخرى قامت بسببها حروب وأُذهِقَت أرواح.
لذا هدفي من هذا الكتاب هو إلقاء الضوء في كل مرة على كلمة “ملهمة” أو كلمة “سلبية” نتأمل فيها ونرى أثرها على نفوسنا .. فإن كانت إيجابية نسعى لنرددها ونتعلم منها، وإن كانت سلبية هدَّامة نَعِد الله بألا نذكرها على ألسنتنا أو قلوبنا.
فيا رب نقِّ قلوبنا وألسنتنا من كل ما يؤذي أو يجرح أو يهدم، واملأ ألسنتنا وقلوبنا بكل ما يبني ويسعد ويكرم