توجه مؤسسات المجتمع بشقيها الرسمية والمدنية جهودها للنهوض بالحياة، غير متغافلة عن أن نقطة الإنطلاق تبدأ من التربية الموجهة لبناء الإنسان وعمارة الأرض ونشر السلام، فبها تلبى الحاجات، وتحل المشكلات، وتكتشف المواهب والقدرات، وبها يصنع قادة العالم، بعيداً عن التقليد المزعوم باعتبارها معزولة في مباني المدرسة أو الجامعة وجدرانها، إنما هي التربية من أجل الحياة.
ونظراً لخصوصية الطرح الإسلامي للتربية مقابل ما هو شائع من التربية الوضعية، في ضوء ما توصل إليه إنسان الحضارة المعاصرة من تقدم مادي لم يوازيه ما يطمح إليه من سعادة منشودة – لا يتسع المقام لسرد أقوال العلماء واتفاقهم على ذلك – برزت الحاجة وتأكدت لطرح جديد للتربية.