أتخذ “صنع الله إبراهيم” من إنجاز مشروع وطني عملاق، هو تشييد “السد العالي” موضوعاً رئيسياً لروايته التي قدم من خلالها شهادة فنية عن العصر والحدث، فعمد إلي صياغة فصول وأصوات الرواية بشكل يحاول أن يحاكي هيئة السد وعناصر بناءه، لتصير الرواية بناء تشكيلياً صارماً، وتتحول الفصول والأصوات إلي مواد أوليية يمكن التشييد بها. بعد أن نجح “صنع الله إبراهيم” في نحت “نجمة أغسطس” على هيئة السد العالي، وتمكن من تشكيل الفصول والأصوات في صورة تحاكي مواد وأجزاء البناء، سعي إلي أن يتم مغامرته الفنية بتشكيل الكلمات والجمل بحيث تخرج كل صفحة من صفحات الرواية وكأنها لوحة تشكيلية تصور ما يبوح به النص وتؤكده، غير أن طول الوقت اللازم لإنجاز تلك المغامرة الفنية الفريدة وقف حائلا بينه وبين أن يقدم لنا رواية تشكيلية مكتملة،و حرمنا من أن نستمتع بمتعة قراءة أدب راق، ومشاهدة فن تشكيلي معبر في آن معاً.