أؤمن أن المرأة عندما تتحول إلى أم تصبح جنساً ثالثاً لا هو رجل ولا هو امرأة!!”، و“رائع حقا أن تصبح من الجنس الثالث لكنه صعب..صعب جداً“، تقول الكاتبة في مقدمة روايتها المتماسكة بنياناً ولغة، المشبعة بالأحداث والتفاصيل. رواية يطغى عليها التحليل النفسي و...
“الأمومة“، و“الإعاقة“، هما الموضوعان “المفصلان” اللذان يحركان الحدث، ويحددان المشاعر المختلفة والمواقع المتعددة لمعظم الشخصيات، وهما اللذان تدور حولهما المواضيع الأخرى كالحب، والحقد والفقر والموت والكبرياء والتعالي والانتهازية، وغيرها من المفاهيم والمواضيع التي قد لا تقل أهمية.
تبدأ الرواية بشخصية “د. منصور دياب” الاستثنائية، التي ستواجه حقيقة موتها القريب، إذ يكتشف منصور أنه مريض بالسرطان. فإلى ما ستؤول حالة ابنتيه من بعده؟ خاصة أن إحداهما “رباب” ولدت معاقة بتخلّف عقلي، والثانية “سميحة” فرض عليها لعب جميع الأدوار، بعد أن تركتهم أمهما “نوال” التي لم تحتمل فكرة العيش اليومي مع ابنة معاقة، فتزوجت ثانية من “طاهر” صديق زوجها السابق، وأنجبت منه ابنها “ماجد“. وتتشعب المواضيع بتكاثر الشخصيات، كشخصية “أحمد” معدّ البرنامج التلفزيوني المغرم بسميحة التي تحبه، لكنها ستتزوج “علاء“، و“أم سعيد” التي أمضت عمرها في خدمة منصور، تعيش مع “سيد” ابنها الذي يسلبها كل ما تجنيه لينفقه على المخدرات، و“سعيد” ابنها الذي يعمل خارج البلاد، و“عزيزة” خطيبته ذات الأصول المتواضعة التي لم تعد قادرة على انتظاره، فتبيع نفسها للحج “محروس“، فهي إن كانت “اختارت العار، فالخطيئة هي التي اختارت عزيزة يوم ولدت من أم قاسية وأب فقير“. كل من هؤلاء الأشخاص “يكتفي بما يعلمه.. كل منهم يظن أنه يعلم أكثر من الآخر.. والحقيقة تبقى أن كلا منهم يجهل أكثر من الآخر..”