محاولة لفهم قبس من آي الذكر الحكيم، وإدراك الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، حيث يوضح المؤلف من خلال قصة سيدنا آدم عليه السلام وهبوطه إلى الأرض وتعليمه الأسماء كلها وجعله خليفةً لله في الأرض، وكيفية الجمع بين القراءتين والتدبر والتفكر في آيات الله في الكون المنظور، ولإدراك الإعجاز العلمي في القرآن من خلال قول الله تعالى (وعلم آدم الأسماء كلها)، مستطلعًا أقوال المفسرين حول المراد من تعليم سيدنا آدم الأسماء لها.
ومن خلال تعليمه مسميات الأشياء كلها، تظهر مهمة سيدنا آدم في إعمار الأرض وبيان تفضيله على الملائكة بمعرفة مسميات الأشياء، وبهذا المعرفة وهذا العلم يُمكنه تحقيق الاستخلاف وعمارة الأرض بالعلم والعمل حتى يكون الإنسان مسلحًا بالعلم الرباني، مقتربًا بذلك من إدراك الحكمة الإلهية من خلق الإنسان وتعليمه مسميات الأشياء، لأن إدراك الأسماء هو الأساس الذي سيقوم عليه علم البشر، فإنسان، بهذا العلم، يكون متوافقًا مع الوجود، مهيئًا من داخله للتجاوب معه حتى يكون مجدِدًا ومضيفًا ومغيرًا في أرض الله، محققًا الإعمار والاستخلاف.
ويُعتبر هذا الكتيب ورقةً بحثية، يُحاول فيها المؤلف تعريف الأسماء وإدارك مغزى تعليمها لآدم، ودور الأسماء في العلوم التجريبية وحكمة الله من تعليمها آدم كاملةً وغير منقوصة، وبيان كيف تحرك الإنسان في عالم المعرفة بما حباه الله من علم الأسماء، فاستطاع أن يُدرك العلم الوصفي والعلم المنطقي، والحكمة والخير، وصار متحركًا للخير والفضل، مجاهدًا ليُقيم الحضارة الإيمانية، وبذلك استحق أن يكون خليفة الله في الأرض.