مع أهازيج الأناشيد وغنن الآيات .. على دندنات الأذكار فى الشروق والزوال وبين أشعار الجهاد فى فلسطين وأفغاستان والشيشان .. نبتت إسلاميتى، إسلامية تتجاوز الزمان والمكان والأحزاب والجماعات .. تردد ورد الرابطة مع الإخوان فى الكتائب والمعسكرات، وتعتمر عمامة التبليغ إذ تشد الرحال إلى خطباء السلفيين .. تقتات من كتابات رموز الحركة والفكر على امتداد رقعة الأمة .. تتغنى بها على المنصات .. تتنفسها خلف الزنازين .. ترفعها مع صيحات إسقاط النظام فى الميادين .. تعبر بها الأسوار إلى الرباط فى غزة أو ساحات القتال فى حلب .. تنسجها عشقا لعيون مختمرة .. وتعصرها شوقا لدماء شهادة .. تسرى إلى أن تعكرها كثرة الكدر .. وتراكم أخطاء السير وخطايا المسيرة .. إلى أن تدهسها المفاجئة .. هل ما زالت على حالها، أم أنها يوما ما كانت .. وكنتُ إسلاميا! كتاب يتحدث عن الحالة الإسلامية خارج حدود شاشات التلفاز وأسطر الجرائد .. بعيدا عن المعارك السياسية والأيدلوجية .. يتحدث عن المجتمع والروح والفكرةوتجلياتها الإنسانية التي نمت عشية سقوط الخلافة , وخبت بشكل ما صبيحة الربيع العربي.
أب جامعي ضعيف البنية تسبح يداه في لحيته السلفية مسندا رأسه إلى حافة شباك المسجد تختلف عيناه إلى مطويته الصغيرة الخضراء ويتمتم “اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية وستر.. فأتم علي نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والآخرة“.. في الحلقة كان يحب أن يرددها بالرواية الأخرى “فأتمم اللهم علي نعمتك وعافيتك“.. كانت الأذكار مكررة لكن ما يقلق الفتى ذي العشر سنوات هل ينجو من “ربع الوالدات” أم يعيده مرة أخرى في الغد!!..