ولاشك ان الاستاذ الدكتور ابراهيم العاتي كان موفقاً كل التوفيق في اختبار وتشخيص جملة من هؤلاء الرادة، ليكونوا موضوعاً لدراسته في هذا الكتاب القيم، وفي تحديد جوانب الإصلاح والتجديد والتطوير في دعوتهم. ومن جهة اخرى يبدو أن الاستاذ الباحث أراد بكتابه هذا أن يكون مبرمجاً، على أساس ما تميز كل واحد من هؤلاء بجانب معين من جوانب الإصلاح والتجديد.
فهناك من تميز منهم بدعوته الى الاصلاح في الشأن السياسي وطرائقه، وبخاصة بما يتصل بمناهضة الاستبداد والاحتلال الذين ابتليت بهما لحقبة أمتنا الاسلامية. كما أن هناك من تميّز من هؤلاء بحمل لواء الوحدة بين طوائف المسلمين وأطيافهم المختلفة، الأمر الذي دعاه ولفيف من انصاره الى انشاء هيئات أو منظمات اسلامية دولية، تقوم على تجسيد فكرة التوحيد والتقريب، أمثال تنظيم العروة الوثقى، أو تلك التنظيمات التي حملت مسمى مهمة التقريب بين المسلمين.