يقدم هذا الكتاب مثلاً حياً للشباب المتوثب فأبو فراس مضرب المثل في أكثر من اتجاه، فهو بطل باسل يغشى الحروب، ويقتحم الأهوال ويرجع من أكثر مواقعه مكللاً بالنصر، وهو شاعر ملهم يعبر عن مشاعر خلقية رائعة، ويهدف إلى مثل كريمة في شعره، ولع ديباجه رائعة تجذب القارئ إليه في شوق واهتمام ثم هو الأسير الذي وقع في محنة يتعرض لها الأبطال، حيث يثقون بشجاعتهم، فتأتي العواقب بغير ما يريدون، وقد عبر عن معاناته الأليمة في الأسر ينبئ عن شمم مترفه ونفس وثابة تنشد الخلاص. لذلك كانت حياته سجلاً رائعاً للبطولة، وكان شعره إلهاماً يرسم أسمى النزعات وأصدق الخوالج…