بعض الأجوبة في الحديث يمكن أن يلتمس لها أصل في السنة النبوية أو في القرآن الكريم، وبعضها قد يصعب التماس أصل له، مثل قوله: قال: أحب ألقى الله نقيًا من الذنوب! فقال: اغتسل من الجنابة متطهرا، تلق الله نقيا من الذنوب، إذ مجرد الاغتسال من الجنابة لا يجعل الإنسان نقيا من الذنوب، وقد رأينا الأبرار والفجار يشتركون في الاغتسال من الجنابة. ومثله قوله: قال: أحب أن يوسّع الله علي في الرزق فقال: دم على الطهارة يوسّع الله عليك في الرزق! فمجرد الطهارة ليست سببا كافيا لتوسعة الرزق.
المهم أن هذا الحديث بهذه الصورة مصنوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعرف له أصل أو رواية في أي كتاب من كتب الحديث. ولو أن صانعه جعله حوارا بين مريد وشيخه لكان في جملته مقبولا، ويكون من كلام البشر غير المعصومين، فيؤخذ منه ويترك.
أما نسبته إلى الرسول الكريم فهو أمر منكر، ولا يجوز روايته ولا نشره وتوزيعه على الناس بأي حال من الأحوال، ويجب أن يعزر ويؤدب من يوزع مثل هذه الأوراق على الناس، فإنها بمثابة الأغذية الملوثة والفاسدة، إلا أن الأغذية تضر بالأجسام، وهذه تضر بالعقول والقلوب.