أحداث الشام كما عايشتها .. يناير 2017 – يناير 2018
لا يعلم مدى معاناة الكاتب، المتابع لأحوال أمة، هو منها، وهي منه، يشعر بمعاماتها ويعيش مصائبها لحظة بلحظة، إلا من هم مثله وضعا وموضوعاً.
وقد جمعت حصيلة ما كتبت عن أزمة الشام، مما قرأت ومما وصلني من أخبار من الداخل والخارج، أحللها بمنظار سنيّ أرجو الله أن يكون صافيا خالصا منصفا، ودعلتها في مجلدات، هذا ثالثها الذي أضعه اليوم بين يديّ القارئ الحبيب، يقيّمها كيف يشاء، حسب منظاره الخاص، قرباً أو بعداً عن منهج أهل السنة والجماعة، واجتهادهم في النوازل وفتاواهم في الأحداث والوقائع.
وقد سبق أن أصدرت المجلدين، الأول والثاني، فغطى الأول الفترة بين نوفمبر 2013 إلى ديسمبر 2015، والثاني الفترة من يناير 2016 إلى ديسمبر 2016، ويُتم هذا الثالث العام الأخير من يناير 2017 إلى أوائل يناير 2018. فنكون بذلك ساهمنا في حفظ وقائع أكثر من أربع سنوات كاملة من تاريخ تلك الفترة في بلاد الشام، كما حفظنا من قبل في أربعة مجلدات، أحداث الثورة المصرية على مدي يقرب من أربع سنوات.
ولا أنسى هنا أن أذكر بالفضل والعرفان أخي وصديقي الشيخ د هاني السباعي، الذي أعانني وأثرى خواطري بكثير مما دونت، فليس أفضل من الحديث مع عالم جليل، تتناول معه الأحداث وتتبادل معه الآراء، خاصة إن كان خلّا وفيا، وصديقا مخلصاً صفياً ..
ولا يخفى على أحد أنني سرت فيما دونت هنا، سيرتي فيما أدون منذ خمسين عاماً، أقذف بالحق على الباطل ولا أبالي من يحترق! فقد بالغ بعض من حمل الأقلام في التحسس والتريث والتعفف البارد والورع الكاذب، حتى تركوا من هم من أهل الباطل يعبثون بعقول الناس، سواء بجهلهم أو بانحرافهم.
ولعل الله أن يتقبل مني هذا العمل، وما كان منه صوابا فمن الله، وما كان منه خطأ فمنى ومن الشيطان