الحرب أو الجهاد فريضة ضرورية في الإسلام، لرد العدوان وتحطيم كبرياء الطامعين، وصدّ الغاصبين والصادّين عن سبيل الله: سبيل الحق والقيم العليا، ولكنها محكومة بضوابط إلهية تعتمد على الحق والعدل والقيم الإنسانية.
وما خوض الحرب إلا لإقرار السلام العادل، واسترداد الحقوق المغتصبة، وهي في بدئها وأثنائها ونهايتها تعبير سام عن شريعة الله ذات الحاكمية الملزمة الدائمة، والفضيلة والوفاء بالعهد، واحترام كرامة الإنسان، وملازمة الرحمة والأخلاق الكريمة مع الأعداء، والتزام العدل في المعاملة، إن اشتدت الخصومات، واندلعت نيران الحروب.
إن شريعة الحرب في الإسلام مثل أعلى لكل المجتمعات، وقدوة سامية لكل من خاض المعارك، حتى يتبين مصداق ما قال المنصفون: “ما عرف التاريخ فاتحاً أرحم ولا أعدل من العرب”.