“فكيف يختار الشاعر حصانه بين ألوف المتسابقة على حدقتي عينيه ؟. الاختيار كان دائماً يعذبني . والتمييز بين هذه القصيدة وتلك ، كان دائماً وجعي الأكير . وبالرغم من طول صحبتي للشعر ، وسكناي معه وفيه ، فإنني كلما دعيت إلى أمسية شعرية ، أقف أمام أوراقي خائفاً ومتردداً كالطفل عشية الامتحان”
“شكراً.. لطوق الياسمين. وضحكت لي.. وظننت أنك تعرفين معنى سوار الياسمين يأتي به رجلٌ إليك.. وظننت أنك تدركين… وجلست في ركن ركين تتمشطين وتنقطين العطر من قارورة، وتدمدمين. لحناً فرنسي الرنين، لحناً كأيامي حزين. قدماك في الخف المقصّب.. جدولان من الحنين. وقصدت دولاب الملابس.. تقلعين وترتدين وطلبت أن أختار ماذا تلبسين، أَفَلي إذن؟ أَفَلي أنا تتجملين؟”
وراءه ثلاثون عاماً وأكثر من التجارب الشعرية، وأمامه عشرون كتاباً وأكثر هي تذكرة ميلاده، يلتقط من هذا البحر أحلى أصدافه، وعلى الرغم من ذلك فإن اختيار بضعة أشجار من غابة، لا يمثل حقيقة الغابة، وقطف ثلاثين زهرة، ووضعها في آنية.. فيه ظلم كبير للبستان.
يحتوى الكتاب على ٣٠ قصيدة من قصائد نزار قباني الكثيرة إلا أنه أختار منها هذه القصائد في هذا الكتاب منها :