نحن في معركة من أجل الحرية …
ومعارك الحرية تعتمد أولا وقبل كل شيء على الشعوب .. فالشعب دائما هو صاحب المصلحة الأولى في الدفاع عن حريته …
ولعل هذه الحقيقة البسيطة لم تجد طريقها بعد إلى نفوس بعض الذين يريدون أن تكون لهم كلمة نافذة في هذا البلد .. فتراهم يحقرون من تاريخ هذا الشعب ويهزأون بمقدراته ويلوون الحقائق ليا عنيفا لينتهوا إلى أن شعبنا ”وادع”. وهم يريدون ”بالوداعة” هنا الاستكانة والخنوع والصبر على الإذلال والمهانة …
ولعل بعض هؤلاء قد حدد موقفه نهائيا ضد مصلحة الشعب، فهو يريد أن يفرض آراءه ومن مرائها مصالحه بغير طريق الشعب..
ولعل بعضهم قد أعجزه القصور عن أن يصل إلى ما كان يبغيه من ثقة المجموع … فشن الحرب على هذا المجموع وراح يتهمه في حاضره وماضيه .. ويحاول أن يرسم له مستقبله على الجو الذي يجب..
ومع ذلك فإن هذا الكتاب لم يصدر لهؤلاء ”العباقرة المختارين”، بل يصدر لهذه “الجموع”؛ لي ولك ولأصدقائنا جميعا، فتاريخنا من حقنا نحن..
وعندما نعرف نحن تاريخنا .. نستطيع أن نلقي منه أضواء على مستقبلنا، فنحدد الهدف الذي نريد، ونعرف الطريق الواضح الذي يؤدي إلى هذا الهدف.