ترددت طويلاً في اختيار العنوان المناسب لسيرتي الذاتية المتواضعة هذه … ثم ما لبثت أن وقعت على المطلوب ، فتملكتني فرحة غامرة، لأن العنوان سيكون كفاء كل ما خطه يراعي منذ أول كلمة كتبتها قبل أكثر من ستين عاماً، وحتى آخر كلمة سيقدّر لها أن تخطها يداي : ( أشهد أن لا إله إلا أنت ) …
وأنا أكتب … كنت أجدك في كل حرف وفي كل كلمة … حضورك الجليل يغطي بانوراما الكون والعالم … البدء والمنتهى … متأبداً فيما لا بداية له … ماضٍ فيما وراء المصائر والمقدرات.
كنت أجدك في كل زهرة تتفتح … في كل غصن يعد بالثمر .. في العيون العذبة وهي تتدفق … في الجداول والأنهار وهي تنساب … في البحار والمحيطات وهي تهدأ وتثور … في زخات المطر … في ضوء الشمس … في شلال القمر … في الكواكب والنجوم والمجرات والسدم وهي تسبح في الكون مسبحة بحمدك … ملبية أمرك … شاهدةً على ربوبيتك … منادية في كل لحظة : لا إله إلا أنت !!
ما من حرف سطرته .. أو كلمة كتبتها … إلّا وتشكلت بالنبض نفسه … بالشهادة ذاتها … بالاعتراف الكبير عينه : لا إله إلا أنت …