بعضنا يحب الماضي ففيه الهناء، أحداث ذهبت وتلاشت. وبعضنا يكره الماضي ففيه الداء، أحداث ذهبت وتلاشت ولكن تأثيرها باقي ينغّص على الحاضر ويثير زوابع الحسران والندم فيه. وما بين هناء الماضي وداء الماضي نبتت الأشواك، أشواك سقيت بالشكّ وتغذّت على أسئلة وعلامات إستفهام عالقة في الصدور .. أشواك أبدع سيّد قطب في رصدها ومن ثم إخراجها في قالب قصصي جميل.
” أعلم أنّك تحبّني فوق مقدور الإنسان وهذا ما يعذب ضميري. “
ما بين حب الفتيان، ذلك الحب الذّي يأتي بنكهة الطيش والمراهقة، وحبّ الرجال ذلك الذّي ينبع من الأعماق السحيقة للنفس البشرية فيغرق المحبوب ويغمره بأنقى الصفات وأعلى المراتب حتّى وإن انعدم الأمل. ما بين حب وحب تتلون قصتنا هذه بالعذاب والإنتظار والترقب.
قصة جميلة من إبداعات سيد قطب رحمه الله.