قد يتوهم بعض السذَّج أن فقه أبي حنيفة لا يعتمد على أصول صحيحة، ويغلب عليه العمل بالرأي، وهذا خطأ كبير في التصورين، فإن المقصود بالرأي هو الرأي الصحيح الموافق لمقاصد الشريعة وروح التشريع وتنزيل الكتاب العزيز، وهذا الفقه العظيم من إمام عظيم لقب بالإمام الأعظم يعتمد على أصول شرعية صحيحة سبع، وهي: الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس، والاستحسان، والعرف، ومذهب الصحابي، وكلها أصول ثابتة شرعاً، فما الاستحسان مثلاً إلا العمل بالقياس الخفي الأقوى تأثيراً.