يرى المؤلف أن الحياء هو أس الأخلاق في الإسلام وأن كل خلق يتضمن بالتبعية خلق الحياء فلا سبيل لحياة الإنسان المعاصر _ بعد موته _ إلا بتخلقه بالحياء
ينقسم الكتاب لبابين هما : من الآمرية الإلهية إلى الشاهدية الإلهية ، من الشاهدية الإلهية إلى الشاهدية الإنسانية وكل باب ينقسم لأربعة فصول يؤسس المؤلف في الباب الأول للفقه الائتماني وذلك بتناوله للفرق بين الإدراك الملكي والإدراك الملكوتي وكيف يستبدل العقد الاجتماعي بالميثاقين الملكوتيين ” ميثاق الشهادة ” ، ” ميثاق الأمانة ” اللذين يتأسس بحسبهما إسراء ملكي ومعراج ملكوتي.
ثمة تدبرات لطيفة لأسماء الله الحسنى وما تتضمنها من قيم أخلاقية يناقشها المؤلف في الفصل الثالث يليها مناقشات في الفصل الرابع لمفهوم حدود الله وما يورد عليه البعض من شبهات وتشككات .
في الباب الثاني يؤسس المؤلف الأخلاق كلها على خلق الحياء مستهديا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء ” ، ثم يناقش المؤلف موت الإنسان المعاصر بناء على انعدام حيائه والذي يعني انعدام حياته بالضرورة وفي الفصل الأخير يعين سمات الإنسان المعاصر التي تخرجه تماما من ربقة الإيمان والأخلاق ويحاول أن يقارن بين الفقه الائتماري ( القائم على معرفة الأوامر الإلهية واستنباطها ) وبين الفقه الائتماني ( القائم على استبصار القيم الخلقية في الأوامر الإلهية للعلم والعمل والتحقق بها ) من حيث قدرة كل منهما على معالجة سمات الإنسان المعاصر وإحيائه بعد موته ، ليعلن دكتور طه عبد الرحمن في النهاية أن الفقه الائتماني هو السبيل الوحيد لإحياء موات الإنسان المعاصر وهو ما سيكمل على أساسه في الكتاب الثاني .