بعض أطفال (السبيل) أيتام ولقطاء ومنبوذون، بعضهم لا آباء لهم ولا مأوى، بعضهم نتاج رجال يمارسون الجنس في الأزقة والطرقات أواخر الليل، يجدون قوارير يسكبون نزواتهم فيها بثمن بخس، لا يكلّفون أنفسهم إلاَّ مسح ذكورهم على الجدران بعد الانتهاء، دقائق سريعة ثم تتحمّل المرأة التي لا شجرة لها، أو الهاربة من بيت ملعون، عقوبة التسعة أشهر، إذا لم تجهض مبكرًا.
في (السبيل) تجد في كل حين مولودا في بؤرة، أو برميل زبالة، أو عند عتبة بيت، أو أمام باب مسجد، أو عند ثلاجات مياه السبيل الموزعة في الشوارع، ثم يجدون صدورًا حانية، ولبن أمهات لا ينقطع.
(السبيل) يعج بالأطفال، بيض وسمر وسود، أطفال عراة غرل، يزرعون المكان شقاءً وضحكاتٍ، لا يركضون إلاَّ في نحر الظهيرة، يشربون من مياه السُبل، ويتبولون في الطرقات، ينسبون إلى الأمهات، ولعنات تلحق الأب الآبق.