لجأ المؤلف إلى التعببر الرمزي أولاً ثم إلى تحريف الوقائع ثانيًا، ودار التحريف في الرواية على ثلاثة محاور:
الأول: استبدال الواقعة بأُخرى شبيهة بها من بعض الوجوه، ومختلفة في الوجوه الأخرى.
الثاني: بتر جزء أو أجزاء من الواقعة المراد الاستفادة منها في رسم شخصيات الرواية.
الثالث: زيادة جزء أو أجزاء مضافة إلى الواقعة، أو يأتي بحشو مُتَعمَّد قصدًا للتمويه على القارئ.
وقد مرَّت في غضون هذه الدراسة أمثلة عديدة لكل محور من هذه المحاور.
والاعتذار عن المؤلف بأنه يكتب فنًّا لا تاريخًا مرفوض مرفوض كما تقدم توضيح ذلك.
الملاحظة الثانية: الإِساءة إِلى الذات العلية:
لم توجه رواية “أولاد حارتنا” كمًّا هائلاً من الإساءة مثلما وجهت إلى “الجبلاوي” رمز الأُلوهية (الله)، وجاءت هذه الإساءات على لساني كل من إدريس الذي هو ” إبليس ” في الرواية، ثم قدري الذي هو “قابيل” أحد ابني آدم، وقاتل “هابيل” أخيه وهو “همام” في الرواية.