كتاب للعقاد يناقش بالنقد و التحليل المفاهيم التى وردت فى كتاب الدين افيون الشعوب
و يأخذ القارئ فى رحلة قصيرة لتوضيح المفاهيم المختلفة التى انتشرت مع زيادة الفلسفات البشرية مثل الوجودية و الفوضوية و الشيوعية و غيرها من .المفاهيم
في فترة من الفترات عاصرها العقاد انتشرت فيها المذاهب الهدامة أو الحركات الهدامة، ونادت بعض هذه الحركات بمبدأ شهير هو “الدين أفيون الشعوب”، وفي الحقيقة فإن المقارنة بين الأديان في عمومها وبين هذه المذاهب تثبت أن هذه المذاهب والحركات ما هي إلا أفيون الشعوب.
الأديان تقدم للشعوب أهم شيء يبعدها تماما عن وصف الأفيون ألا وهو الحس المباشر بالمسئولية الفردية عن التصرفات الشخصية وعن المصير الشخصي ومسئول عن عمله أمام الخالق، أما المذاهب كالشيوعية فهي بحق “أفيون الشعوب” فهي من أسقط الحس بالمسئولية؛ لأنها تلقي باللوم علي المجتمع دائما وتخلي مسئولية الفرد عن أعماله دائما.
من الناحية العلمية فالمذاهب الهدامة لا تستقر علي أي أساس علمي، كما أن نقدها للدين لا يقوم كذلك علي أساس علمي، وكافة تفسيراتها للتاريخ وكافة تنبؤاتها كانت خاطئة، فقولهم أن الثورات نشأت بسبب ظهور البارود واختراع المطبعة كان تفسيرا خاطئا؛ لأن البارود والمطبعة ظهرا في الصين قبل ظهورهما في الغرب بقرون دون أن تقوم الثورات هناك.
من أهم ما سعت الأديان لبنائه العائلة والوطن والمذاهب الهدامة قد هدمت الاثنين مع الدين. كما أن خطط الإصلاح التي وضعتها المذاهب الهدامة لم تقدم أي خطة ناجحة في أي مكان. وبالرغم من اعتماد الماركسية على مبدأ حكم العمال فإن حكم البلاد التي سقطت تحت الحكم الماركسي لم يحكمها العمال أبدا.
من أهم المذاهب الهدامة التي لاقت نقد في هذا الكتاب، الماركسية والوجودية والفوضوية. وكل مذهب منها وإن كان يختلف قليلا عن غيره إلا أنها كلها تشترك في هدمها للقيم والعقائد والمجتمعات.