«أصبح لا يُصادِق إلا الخدم والقوَّادين، وتردَّى في طريق لم يتصور أنه سيسير فيه، أصبح يضحك ضحكته الشهيرة، ولكنه كان كلما ضحكها أحسَّ أنه يضحك من نفسه، وأحسَّ أن العالَم أجمعه يَضحكها منه معه.»
أيُمكِن للسلطة والجاه أن يُحوِّلا الإنسان إلى ذئب في ثوب حَمَل؟ أيُمكِن أن يعيش الإنسان حياتَين، يؤدي في إحداهما دورًا غير الذي يؤديه في الأخرى؟ أيُمكِن أن يمتد العهر والفساد عبر أجيال بالوراثة جبرًا أو اختيارًا؟ هكذا صوَّر «ثروت أباظة» حياةَ الباشوات وأصحاب السلطة؛ حياةً لا معنى لها كأمواجٍ عاصفة بكل شيء، وحين تبحث عن شاطئ لتهدأ عليه وتستجمع قُواها، لا تجد غير جزاء صنيعها وسوء تدبيرها وجنايات يدها، فمن «نامق بك» إلى «نازك هانم»، وحتى «نادر بك» و«منيرة هانم»؛ كلٌّ يتلذَّذ بخيانة الآخر، فلا أحد يتزوج مَن يُحب، ولا أحد يفعل ما يريد، كلٌّ مجبور على ركوب أمواج الخيانة بغير شِراع.