يتصدى الكاتب إبراهيم عيسى في أم بلا مولود لظاهرة العنف المنزلي، ضد المرأة، آفة خطيرة تهدد مجتمعاتنا، دولا وحضارة وإنسانا.شرائعنا، قوانينا الزمنية المستمدة من السماء، تقاليدنا وأعرافنا الصفراء، مع الرجل: جرائم يومية تقع خلف الجدران، ضرب وإغتصاب مقننان، مقوننان، مشرعنان، صراخ اللحم بين أنياب ذئاب الليل يكتمه صمت المجتمع، بيوت تغدو كهوفا صماء لوحوش الأرض، ضواري السماء، جهنم بقناع سماوي .. من هنا يطل إبراهيم عيسى في أم بلا مولود على أمراضنا الإجتماعية المتوارثة جينيا، معملا مبضعه بثقافتنا الدينية والمجتمعية الذكورية التي تمجد الفحل الشرقي التي تقف مع السفاح ضد الضحية، تتباهى بأنها منعت وأود البنات، لكن ثمة وأد فوق الترا أمر وأدهى .. فالتراب يحفظ حرمة الأموات والأجساد.