يَعُدُّ النُّقَّاد ديوان «أنشودة المطر» للشاعر العراقي «بدر شاكر السياب» من أهم دواوينه التي أحدثت نقلة في الشعر الحر، الذي يُعَدُّ السياب من رواده الأوائل. والسياب صاحب أسلوب شعري مميَّز لا يتحرَّج من استخدام بعض الألفاظ الدارجة والمستمَدَّة من الثقافة الشعبية؛ الأمر الذي يعكس حُبَّه الذي يقترب من الوَلَه لبيئته العراقية، خاصة قريته الأثيرة «جيكور» التي طالما تغنى باسمها في قصائده. كما يميل بشدة للمدرسة الرمزية، حيث يعبر بألفاظ موحية عن معانٍ كبرى؛ الأمر الذي نجده واضحًا في قصيدته «أنشودة المطر»، فالمطر يعكس حزنه كالقطرات المتساقطة التي تبدو كدموع تُهْرَقُ على وطنه «العراق»، الذي تلاعب المستعمر بمستقبل أبنائه ومُقَدَّرَاتِ بلدهم، وترك لهم الفقر والصراعات الدموية.